مخاطر اليورانيوم الناضب

مخاطر اليورانيوم الناضب

يستخدم اليورانيوم الناضب في الأعتدة المستخدمة في مقاومة الدروع. وهي مادة تفوق كثافتها كثافة الرصاص، وتعتبر من الأسلحة شديدة الفاعلية. وتتشظى قذيفة اليورانيوم الناضب لدى اصطدامها بالهدف إلى رذاذ من اليورانيوم المحترق، ويعتقد العسكريون الذين شاركوا في حرب العراق بأن اليورانيوم الناضب هو أحد العوامل المسببة لما يسمى بمرض حرب الخليج الذي يعاني منه كثير من العسكريين .

وقد أبلغ اثنان من كبار العلماء في حقل تأثيرات اليورانيوم الناضب أعضاء في البرلمان البريطاني عن مخاوفهم بشأن أولئك الذين تعرضوا لهذه المادة في العراق وكوسوفو. والعالمان هما هاري شارما أستاذ الكيمياء في جامعة ووترلو بأونتاريو في كندا ودوك روك الذي يدرس مادة الهندسة البيئية والفيزياء النووية في جامعة جاكسونفيل في ولاية آلاباما الأمريكية. وكان روك قد خدم في السلاح الطبي التابع للجيش الأمريكي، وكان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ عملية تنظيف المعدات الأمريكية الملوثة باليورانيوم الناضب في أعقاب حرب الخليج الثانية. ويقوم العالمان بزيارة لبريطانيا، حيث أدليا بإفادتيهما أمام لجنة الدفاع التابعة للبرلمان البريطاني، ولنواب أعضاء في لجنة السلام في البلقان وقد أخبر العالمان النواب بأن الرعاية الطبية يجب أن توفر لكل من تعرضوا لليورانيوم الناضب في حربي الخليج وكوسوفو. ويشمل ذلك المدنيين والعسكريين، كما حث العالمان على القيام بعملية تنظيف دقيقة لمسرحي الحربين اللتين استخدمت فيهما مادة اليورانيوم الناضب، بالإضافة لكل مكان تمت فيه تجربة هذا النوع من الأعتدة، حيث يذكر أن مناطق في جنوب غربي اسكتلندا قد استخدمت مسرحا لتجربة هذا النوع من العتاد.

ودعا العالمان إلى حظر استخدام اليورانيوم الناضب، باعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية، حيث إنه يلوث البيئة ويؤدي إلى إصابة المدنيين بأضرار. وكان البروفيسور شارما قد أجرى فحوصا على عينات من بول عدد من العسكريين المشاركين في حرب الخليج، ويعتقد بأن هؤلاء يواجهون احتمالا مضاعفا للإصابة بمرض السرطان. وفي مقابلة مع BBC Online عبر شارما عن اعتقاده بأن خمسا إلى اثني عشر في المئة من الذين تعرضوا لليورانيوم الناضب سيموتون بالسرطان. وقال شارما ان ذلك قد يستغرق 20 عاما، كما قد ترتفع النسبة أو تنخفض. لكن الخطر مؤكد. من جانبه، قال البروفيسور روك أن نفي كل من وزارتي الدفاع الأمريكية والبريطانية للتأثيرات السلبية الناتجة عن اليورانيوم الناضب يعتبر خطأ كبيرا. وقال روك: "عندما تدخل جزيئات اليورانيوم الناضب إلى الرئة عن طريق التنفس، فإن بعضا منها تبقى هناك. لكن 43% منها تذوب وتدخل الدورة الدموية حيث قد تستقر في أي جزء آخر من الجسم. وقد عثرت إدارة المحاربين القدماء الأمريكية على مادة اليورانيوم الناضب في مني الجنود الذين خدموا في الخليج بعد مرور 8 سنوات على تعرضهم للمادة". وأضاف روك، "ويعني ذلك حصول أضرار في الكروموسومات، مما ينتج عنه أضرار ولادية. ولدينا أدلة من بعض أطفال الجنود تثبت ذلك".

وقال البروفيسور روك أن "شركة راند" التي أعدت دراسة حول استخدام اليورانيوم الناضب في حرب الخليج، وهي الدراسة التي نفت وجود علاقة بين استخدام هذا النوع من العتاد والأعراض التي يشتكي منها العسكريون، لم تستشره ولا البروفيسور شارما

طائرات أ-10 الأمريكية المقاومة للدروع استخدمت اليورانيوم الناضب في الخليج وكوسوفو